27 أبريل 2011

لت على خفيف

الإخوان (1): أبويا مش بيحب الأرنب، أمي متأكدة إنه لو داقه هياكله، أمي عملت الأرنب شرايح، أبويا أكله على إنه فراخ وطعمه كان حلو
الإخوان (2): أبو الفتوح ثم الشاطر
البسطاويسي (1): حركة استقلال القضاء، القضاء ما استقلش، إيدك معانا دي زي مصر برضه
البسطاويسي (2): من تواضع لله رفعه
البرادعي (1): في ناس استكترت على نفسها الحلم، مش واصلة لحلمك لمصر أصلا، إنزل الشارع، وإطلع بينا الفضا
البرادعي (2): شد القلوع مفيش رجوع
السباعي: في ثورة قامت وناس ماتت، سعادة الباشا نظامه إيه في السلخانة؟
السعودية: جلابة رجالة- رحمة الله على شهيد الأمة الملك فيصل
السلفيين: تباعدوا تدووا
الشرطة العسكرية: المتحف المصري
المجلس العسكري: طمنوني عليها
المجلس القومي للمرأة: يعني إيه الفرق بين المرأة والأنثى وبالنسبة "للـنساء" إيه النظام؟
حافظ المرازي: إزاي اختار مرشح مجلس الشعب في "مصر النهاردة"
حماس وفتح: تفتكروا إسرائيل بتقلق لما تكونوا متخانقين وقعدين تقطعوا في فروة بعض ولا يرعبها اتحادكم؟
حمدي بدين: اقسم بالله العظيم أنا أكون مخلصا لجمهورية مصر العربية وأنا أحمي شعبها وليس مباركها
حكومة شرف: يعني كويسة طبعا بس من غير وزير الكهربا والصحة والسياحة والآثار والبيئة والتعاون الدولي والانتاج الحربي والمالية والمحافظين والمحليات .. نسيت حد؟
جيش ليبيا وسوريا: لا أرى الله أي وطن أمثالكم أبدا
جيش مصر: هتفضلوا شوكة في حلق الديابة
سامي عنان: رهان البنتاجون (ده إيه المناسبة السعيدة؟ وليه ماسكين ربابة الرجل الطيب والرجل الشرير؟)
شاهين: يعني إحنا شايفين اللي بيحصل بإيد الجيش الليبي بس لا فضل لعسكري اقسم على حماية الوطن بإنه بر قسمه.. يعني من الآخر لو ما عملش كدة هايروح النار.. خليك معانا تتهنى وتروح ع الجنة
شرطة الداخلية: مسيرك ياللي مصاحب أبو بلطة تطولك المطوة
شرف: يعني اللي بيلبس قفطان يعمل فلاح واللي يلبس غترة يبقى بدوي، بس لما يكونوا نواب سابقين في المجلس، يقعد الفلاحين والبدو يقولوا ع الثورة ياخبتشي.. دي البلد ماتغيرتشي
طنطاوي: سمعنا صوتك... في إعلامنا مانعين، وبتوع برة مش ساكتين
عتمان (1): بمناسبة المعنوية ومصر بعد 25 يناير، إيه نظام اليافطة ديه في مناطق التجنيد "إن انتحارك يؤثر بالسلب على زملائك"؟
عتمان (2): الكشف عن العذرية مشروع للبنات اللي في الخيمة صح؟ ليه؟ ليه؟ شوف مش معنى إن أفراد الجيش المصري بيدربوا في أمريكا ومعروف إن في أمريكا بيحصل أقبح من كدة : 30% من المجندات اغتصبهم زمايلهم المجندين حسب التقارير الرسمية المعلنة. بس يعني مش كل حاجة نشوفها في أمريكا نطبقها ولا إيه؟ يعني إنت قلت إحنا مع مطالب الثوار. أكيد سمعتها "عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية" وفي مقولة أخرى "كرامة إنسانية" وقلت "إحنا أهلكم". تبقى واخد بالك إن البنات دي عندهم أهل أب وأخ وفي مقولة أقوى "البنات ديه عندهم نفسية ومعنويات"
عتمان (3): "زغنطوطة" تعجبنا آه إنما "جيشنا ياجيشنا" أوفر أوي ياراجل
عمال مصر: الإضراب مشروع مشروع ضد الفقر وضد الجوع
عمرو موسى: لم تقم الثورة وتخضب الأرض بالدماء لخلع من "يشجب ويندد" وتتويج من "يدين بشدة"، إدي زوبة زقة
قضية خالد سعيد وقتلة المتظاهرين: القاضي عامل فاضي
مجلس حموم الإنسان: يعني إيه إنسان؟
يسري فودة: مرشح مجلس الشعب عن دايرة تويتر
--------------------------------------يحدث لاحقا---------------------------------------
المصريين: كل مرشح ممكن يقول هاعمل وأعمل أنا وإنت ممكن ننزل برنامج من على الانترنت، يركن على جنب كل اللي يقول هاعمل كذا وكذا، نفتح ودننا مع اللي هيقول هاعمل كذا بالطريقة ديه وهاعمل كذا بالطريقة دوكها عايزين آليات تنفيذ مش لستة أحلام
المصريين في الخارج: ساعات يضطر شوية ركاب ينزلوا عشان يزقوا الأتوبيس من برة أو عشان يقللوا الزحمة اللي جواه (نقلا عن مصري بالخارج) بس بيغنوا "Egypt's Waiting For Me"
زاهي حواس: شرايط فيديو في سلخانة المتحف
عتمان (4): الشعب "معنوياته" في الحضيض حتى شوف هنا
عتمان (5): يعني إنت اتكيت جامد على كلمة "إنتوا أهلنا" بس ما كنتش عارفة إنك قصدك إن في قيادات في الجيش "أهلهم" في مناصب كبيرة من أيام النظام القديم وهيفضلوا في مناصبهم على راس التخين، من فضلك وضح كلامك، تاني إنت مع الثورة ومطالبها، طمنا الله لا يسئ لك "أقسم بالله العظيم أن أحافظ على الوطن" ها؟
عم نجم: عم المصريين كلهم مش "المصريين الأحرار" بس، عود إلى آتون
مرشحي الرئاسة: عارفين سقطت الأقنعة بصحيح.. كام واحد جري في كل حتة وتصاريح وآراء صريحة وشجاعة بيدافعوا بقلبهم عن الثورة من غير محلسة والباقي ماشي بربابة يغني أنا وانتخبوني ومقضيها ندوات بصور صور، محدش هايجي يمسك مصر اللي هيمسك مصر المؤسسات... ياتركب قطر إنشاء المؤسسات ياخليك ع الرصيف جنب الميكروفون صوصو صوصو
--------------------------------------يحدث لاحقا---------------------------------------


26 أبريل 2011

من الأرشيف: أولى محاكمات خالد سعيد (2)



حضرت الجلسة الأولى - خلف الكاميرا

 3 أغسطس 2010

"من اول ما تعيش وياها .. تلقاها معاك ملهاش بديل أصلها بتفرق..." سحب الموبايل من فوق الكمودينو اللي جنب السرير وقفل المنبه- وبص على الساعة – مش عايز (ياسر) يغير الأغنية اللي اعتبرها طبطبة عليه أو تأنيب ليه من ساعة ما (ياسمين) فسخت الخطوبة معاه، بص على سرير (أيمن) أخوه لقاه فاضي. قعد يبص على السقف وهو لسة مافتحش عينه أوي وخد نفس طويل وطلعه "بفففففففف" "يوم متعب النهاردة، عند المحكمة وتجمعات وشمس إففف اتخنقت بقة!!، يارب استر"
"الله أكبر... الله أكبر..." آذان الفجر بيأدن، قفل ياسر عينه وخد نفس طويل تاني كأنه عايز يشوف الآذان في خياله ويشم رحته ويملاه من جواه؛ خلص الآذان لقى أيمن داخل على كتفه الفوطة متوضي، "صباح الخير ياياسر بيه"، ابتسم ياسر نص ابتسامة "صباح الفل يادكتور". "يلا قوم . أديك هاتصلي الفجر النهاردة مش هاتصلي الصبح". "فجر وصبح ربنا يتقبل مننا يا أيمن .... آآآآآآه ربنا عالم باللي فيا، أنا تعبان ومجهد".
"طيب قوم يلا عشان تلحق تستلم الشغل"
"إنت رايح برضه ياأيمن المحكمة"
"آه طبعا ما إنت عارف وفرح هاطلع أخبط عليها ونروح سوا، ماتقلقش كالعادة مانعرفش بعض"
"طيب ياأيمن هأقوم اتوضا نصلي الفجر جماعة"
الساعة 8 بالضبط كان أيمن وصل المنشية معاه خطيبته فرح اللي انضمت قريب لحزب واتحولت لمناضلة، وما بقتش تروح النادي كتير زي الأول واقتصر تواجدها على مقابلات خفيفة مع الأصدقاء وتجميع فلوس عشان الناس الغلابة وتساعد بنات تتجوز، وده اللي كانت بتعمله من زمان وده من الحاجات اللي خلت أيمن يتشد ليها أوي.
راحوا الاتنين مباشرة ناحية التجمع قدام باب المحكمة لما قربوا لقوا تجمعين على اليمين شباب زيهم وشايلين صور خالد وعلى الشمال مجموعة ناس شكلها غريب وماسكين يفط . الموضوع محسوم شدت فرح أيمن ناحية اليمين وانضموا للمتضامنين مع القضية. وبدأوا يهتفوا مع الشباب "خالد خالد وين ماتروح دمك والله ما بيروح" "ياقاضينا يا قاضينا هات حق خالد لينا" "ياضباطتنا ياضباطتنا إحنا أخواتكم وإنتوا إخواتنا". قرب ياسر من ورا الكوردون الأمني اللي محوط الناس الغريبة- وبص مين اللي بيهتف بيقول إنتوا إخواتنا – بس ده مش أيمن! انتبه بسرعة إنه مفروض مش متعاطف ونزل كام سلمة ووقف سند على عربية بعيد جنب زميله.
وبعدين المكان بدأ يتزاحم والأمن اتنقل لعمل كوردون حولين الشباب اللي على اليمين لأن العدد بدأ يزيد والهتافات صوتها يعلى، اتدور أيمن وقال لفرح خدي بالك. المجموعات اللي واقفه انقسموا تلقائيا الشباب أقرب للأمن والبنات معظمها واقفة ورا وكتير ماسك لافتات صور خالد وصور مامت خالد مع اخته وأجزاء من الدستور والأعلام السوداء لستة أبريل والصورة اللي خضت أيمن شاف لأول وهلة وش أخوه ياسر مكان الأمين حوليه حبل الإعدام، أما ياسر لما بص عليها حس بقرف وقال في نفسه "يلا خلينا نخلص وتنضف".

الهتافات عمالة تزيد وأيمن بيردد وكل ما تيجي "يسقط يسقط حسني مبارك" يبطل هو ومجموعة شباب ولما رددوا " باطل باطل" لما الهاتف قال "حسني مبارك" يقول لهم بلاش ترددوا باطل وإنتوا مش سامعين اللي قبلها". قال في نفسه "هو إحنا جايين نهتف مع اللي معاه الميكروفون وخلاص؟ " فجأة لقاهم بيرجعوا لورا .... أهل خالد معديين من وسطهم متضامن قاعد على كتف واحد وسكت زميله وهتف "ماتبكيش يا أم الشهيد... ماتبكيش ياأم الشهيد .. كلنا خالد سعيد ... كلنا خالد سعيد" "خالد حي ..خالد حي...خالد حي" هتف أيمن بأعلى صوته ولقى صوت الهاتف بيتحبس مش عارف بيبكي ولا تعب من الهتاف، وهو صوته اتحبس بس الدموع اللي رغرغت عينيه ونزلت تجري على خدوده أكدت له إن هو اللي بيبكي.
كان كل شوية أيمن يتدور وراه يبص على فرح يطمن عليها وهو بيدور شاف "إيه ده البنات دول بيسقفوا ويحركوا كتفهم وجسمهم كله لا شعوريا وهم بيقولوا ("قالوا عاملين علينا أسود وبتضربوا ع الحدود" )" دول عاملين زي لما يجيبوا واحدة في التليفزيون في حارة بتكيل لحد،
وبعدين بدأ يدور من حوليه يستغرب الناس ويحس بخلاف مجموعة صغيرة من المنسقين والبنات الملتزمة اللي واقفين زي الراجل في ثباته وقوته إنه مش عارف حد ومش شايف حد ومش عايز يشوف حد،
"أنا مخنوق أنا عمري ماحسيت الإحساس ده قبل كدة، هو أنا مش في مصر ولا أنا في انجلترا لسة مارجعتش أنا مش حاسس بالناس ديه ليه؟ هم بيشتموا ليه؟ البنات دي واقفة تغيظ العساكر ليه؟ مين ديه اللي بتـقول دلوقتي الجو يسخن وهتولع؟ دي معانا ولا مدسوسة ؟ هو ضحكهم ده حماسة ولا شماتة؟"
فاق بسرعة على واحد بيقع عليه، جاله إغماء ريح راسه على الأرض ولقى واحد بيقول أنا دكتور وبيقوم بالإسعافات الأولية بالشكل الصحيح. أيمن حس إنه مخنوق وإنه هيقع على الأرض يمدد جنب اللي مغمى عليه. دور على فرح قال لها أنا تعبان أنا هاقف برة خرجت فرح معاه. سأل أيمن "الجلسة اترفعت ولا لسة؟ " "محدش عارف حاجة إدينا مستنيين الإشارة".
الناس اللي حوليه مجموعات عمالة تزيد وتزيد من الشارع تقف وبعدين لقى فرح حاطة علم مصر على كتفها وطلعت أتوبيس نقل عام وقف بسبب الزحمة هو فاهم إنها رايحة تدعو الناس ينضموا ليهم بس سرح مع نفسه للحظة في كلام والدته اللي بدأت تعلق على فرح وسلوكها مع انضمامها للحزب إياها وقال لنفسه مش عايزها تبعد أوي كدة.. كتير اللي بتعمله .. أنا عايزها البنت الطيبة النشيطة اللي حبيتها مش واحدة بدات اتحير من تصرفاتها مش عارف ده اسمه ايمان بالقضية ولا حركات صبيانية – فاق من سرحانه على وش أخوه ياسر اللي بينهم كوردون عساكر وكوردونات من المارة والمتفرجين وهو أحمر من الغضب بيبص له بغل جامد إنتبه لصوت الهتاف سمعهم بيقولوا "... إيه أخرتها مع الضباط دولا بياخدوا بالألوفات ..." رجع ركز عينه على عيون أخوه الغضبانة كأن المكان اللي حاضر فيه أكتر من ألف واحد فضى إلا من أيمن وياسر وصوت الهتاف جاي من بعيد وأيمن يحايل ياسر بنظراته بيطبب عليه ويحضنه بعينه ويقول له حقك عليا ياأخويا كعادة أيمن اللي دايما حاسس إنه أخو ياسر الكبير وأبوه مع إنه أكبر منه بخمس دقايق بس. حط قائد الأمن المركزي إيده على كتف ياسر عشان يروح الناحية التانية من الكوردون
أيمن أخد فرح وقالها "يلا بينا نمشي عشان إنتي عارفة أنا لازم أروح المستشفى في الميعاد مفيش حد بدالي"، فرح مصرة تقف، أصر بحزم "فرح هنروح دلوقتي إنتي عملتي اللي عليكي وزيادة وإنتي عارفة إني مش هاسيبك لوحدك وأمشي".
وهم بيبعدوا عن الكوردون سمعوا دوشة جامدة مدير الأمن نازل على السلالم وإدى إشارة والأمن بيحاول يضغط المتضامنين على الرصيف ويزقوهم وياسر وزميله مش فاهم أيمن بيعلموا إيه زي ما يكونوا بيخلصوا ما بين العساكر والمتضامنين وانفصلوا فعلا عن بعض بعدين شاب من المتضامنين طبطب على واحد من العساكر قميصه فك كأنه بيقول له أنا آسف، "ياااه خسارة ياسر ماشفش المنظر ده .... ده مديله ضهره كان نفسي يكون باصص."

على العشا، رجع أيمن وياسر البيت، أيمن أخد دش سريع في الحمام الصغير عشان يقعد يتابع توالي أحداث التضامن والقضية على الانترنت وياسر دخل الحمام الكبير مدد في البانيو والمية السخنة تنزل تملى البانيو وسرح مع نفسه "هي نازلة تغسل سواد اليوم ولا تعبه ولا ذنوبي ولا لو نزلت براسي لتحت المية شوية أقطع النفس وأخلص. يارب يارب تعبااااااان"

خرج ياسر من الحمام ودخل الأوضة يصلي الصلوات اللي مصلهاش من أول اليوم وكان أيمن قاعد على الكمبيوتر بتاعه بيتابع الأخبار. ماحاولش ياسر يكلمه - ضهره لأخوه- وكبر بسرعة عشان يدخل الصلاة وبعد الصلاة فضل قاعد على الأرض سند على جنب سرير بيبص في الأرض. فهم أيمن إنه عايز يتكلم بس كالعادة مستني أيمن يبدأ، أيمن قعد يفكر مش لاقي حاجة يقول ها راح قال له "نعيما" رد ياسر "الله ينعم عليك" وهو بيبص في الأرض لسة .نزل أيمن يقعد على الأرض جنبه "ياعم وسع لي شوية ماتزنقش كدة، وخبطه بكتفه" ضحك ياسر أخيرا. "ياااه عليك ياأيمن يابختك" "شفت اللي أنا فيه ياأيمن"
"ياسيدي اصبر واحتسب الخير جاي"
"فين ياأيمن؟ الموضوع ده زي الكابوس .. ياسمين سابتني من ساعتها كأني أنا اللي قتلته وهو كل اللي حصل إنها سألتني إنت بتضرب حد في القسم، وأما رديت عليها إني ساعات باضطر اضرب واحد سكران أو حشاش خفيف عشان أفوقه... وساعات ما بملكش نفسي من الغضب زي المرة اللي قبضنا على الراجل اللي كان بيعتدي على أولاد المصيفين في المعمورة وهريته ضرب" وصدمتني لما قالت "أنا مش عايزة ابقة مرات واحد مجرم"
رد أيمن "ياسيدي أنا بقة خاطب واحدة مجنونة مش عارف هتوديني على فين بجننها اللي بحبه".
كمل ياسر بنفس النبرة "ده حتى من أيام الثانوية العامة لما إنت جبت مجموع طب وأنا جبت 80 % وحبيت أدخل شرطة فاكر خالو قال إيه؟ قال لايق عليكو واحد يمين وواحد شمال إنتو كدة دايما حتى في إسمكم"
ضحك أيمن نص ضحكة وحط دراعه حولين كتف أخوه وقال له "ياسر من اليسر مش من اليسار... إنت اليسر وربنا هييسرها معاه واصبر وإوعي تنهزم يابطل لازم تجمد لما اللي زيك يمشى من الشرطة هايفضل مين ليها .. إنت بنفسك قلت إن في مجرمين بيدعوا لما يتقبض عليهم إن إنت اللي تكون في الوردية "
ضحك ياسر أوي وبعدين كركر من الضحك بصوت عالي "بس عجبتني أوي" ،
أيمن "مين ديه؟ "،
ياسر : "عيشوا بشرف جتكوا القرف هاااااهاااااااااها"
قعدوا يعيدوها مع بعض "عيشوا بشرف جتكوا القرف" وبعدين ياسر قال "ولا الهتاف بتاع العساكر اللي بياكلوا عدس ويلبسوا خيش... يجوا يشوفوا ماما عاملة إيه مع "صبري" المراسلة ... ده كل مايجي ماما تديله أد مرتبه أضعاف وترجعه البلد بنص التلاجة.... هيعصوه عليا إزاي؟ ... إنه يطالب بجزء من الميراث؟" هاااااااااااهااااااااااااهاااااااااا.
بعد ما صوت ضحكهم بدأ يعلى في البيت اتشجعت والدة أيمن وياسر تيجي تقف على باب الأوضة وهي بتضحك من الودن للودن يلا بقة إنتوا مش بتبطلوا كلام أبدا ..." البيتزا اللي عملتها هتبرد .... أيمن فرح اتصلت بيك تسأل عليك، هي كلمتك؟ ... خليها تيجي هي وناجي أخوها يتعشوا معانا."
""حاضر ياماما... ولا ناجي أخوها ده شفت ياياسر خطيبته الجديدة واحدة واحدة خليته إخوان" ...
" ياراجل؟ "
"آه ياسيدي... الستات دول مفتريين ممشينا وراهم مش عارف على فين"
"الإخوان مش أزمة أوي وناجي عاقل أحسن من اللي ماشيين مكشرين في وش الناس ومكفرينهم ربنا يفرحه ويتمم له على خير وإنت كمان ياأيمن"
"وإنت كمان ياعم ياسر أفرح فيك"
"لا ياعم مش عايز ستات مفترية ... أنا عايزها زي ياسمين ... أنا عايز ياسمين".
"طيب ياروميو قوم الجرس بيرن" .. دخلت فرح الشقية في أوضة القعاد على حماها العقيد المتقاعد "قدري رمضان" وتغني مع صوت المسرحية في التليفزيون "رمضان جانا ..أهلا رمضان" وجرى جنبها أيمن وياسر ووقف ناجي أخوها من الناحية التانية يغنوا، وأم التوأم تضحك من قلبها "ياحبايب قلبي- ده خلاص رمضان جاي ربنا يفرحني بيكم كلكم- كل سنة وإنتوا طيبين

من الأرشيف: أولى محاكمات خالد سعيد (1)

وحد صفك: 

03 أغسطس 2010

في صباح أحد أيام صيف الإسكندرية، استيقظ باكرا العصفور وزوجته وطارا معا ليلتقيا بسربهما بعد نهاية الأشجار لبدء يوم جديد من البحث عن الطعام، فهما يتنقلا كل يوم من الأشجار التي توجد على أطراف المدينة إلى شوارع وسط البلد التي تعج بالحياة منذ الصباح الباكر؛ وبخاصة منطقة مثل منطقة مجمع المحاكم بالمنشية التي لا تخلو من عربات الأمن وعربات نقل المساجين والمحامين والعساكر والضباط طوال العام. نحو الساعة السادسة والنصف صباحا كان السرب قد وصل إلى كورنيش المنشية حيث الغذاء الوفير الذي ينتظرهم منذ البارحة من بقايا طعام المصطافين ومرتادي الشاطئ، وتفرقت العصافير عندئذ لبدء يومها الشاق للحصول على الطعام وجمع الطعام لصغارها. لم يهبط عصفورنا وزوجته على سور الكورنيش كالمعتاد فقد استوقفهم منظر عربات الأمن الكثيفة التي تحيط بمنطقة المحكمة بأكثر من المعتاد.
" سنجد الطعام حتما ولكن ما نرى يطوي نبأ عظيم، أنٌ لنا أن نتجاهله للبحث عن الفتات"، قرر العصفوران التواري خلف أحد مصراعي نافذة المحكمة لمعرفة الحدث الهام الذي أعد له هذا العتاد."

ظهرت فئة تحمل لافتات عليها شعارات وطنية قرأها العصفور بصوت عال "هل محاربة المخدرات تهمة؟" "القضاء ملاذنا والشرطة أمننا" "لا للعملاء أفيقوا ياشعب" وسألها باستغراب لم الحاجة إلى التظاهر بهذه اللافتات الساذجة؟ ومن هؤلاء؟". لم تكن العصفورة ترى ما يراه زوجها فقد كانت تنظر في الاتجاه الآخر إلى مجموعة صغيرة باعجاب، ولكنها كانت تسمعه فأجابت عليه باسمة: "انظر هنا ستجد الإجابة" مجموعة شباب يحملون علم مصر وصور خالد سعيد – رحمه الله وتهتف "خالد خالد ياشهيد دمك مش هايروح أكيد" "ولا عادلي ولا حبيب ارحل ياوزير التعذيب" "ياضباطتنا ياضبطاتنا إحنا إخواتكم وإنتوا إخواتنا" "ياقاضينا ياقاضينا هات حق خالد لينا"

ولم تلبس أن هتفت مجموعة الشباب على اليمين إلا وقد بدأ ينضم إليهم مجموعات وأفراد أخرى من كل حدب وصوب. انتقلت قوات الأمن التي كانت تحمي شباب جهة اليسار لتحيط بشباب اليمين بعمل نصف دائرة يكملها من الخلف حائط المحكمة. فما كان من الشباب إلا أن تقدموا تلقائيا في الصفوف الأمامية لحماية أخواتهم المتضامنات في الخلف وحتى حائط المحكمة. تبسم العصفور من سرعة البديهة وروعة المشهد الذي يراه من أعلى كما لو كانوا يصطفون لأداء الصلاة ولا حاجة لهم لمن يرشدهم عما يجب فعله. كعادة الإناث من جميع الأجناس بدأت تدقق العصفورة في تفاصيل المتضامنين، ففي صفوف المتضامنين رأت من ينم مظهرهم وملبسهم عن يسر الحال ومن يرتدي ثيابا متواضعة، من استكملوا التعليم ومن ترك التعليم في سن صغيرة ربما لينضم لسوق العمل لسد احتياجات أسرته وإخواته، ومنهم من هم في ريعان الشباب ومنهم من طبعت علي وجههم علامات الزمن. ثم انتقل بصرها إلى أقرانها من بني البشر فترى الفتيات والنساء جنبا إلى جنب والبعض منهن تحمل طفلا أو تمسكه بجوارها وهاهي سيدة مسنة أبت إلا أن تأتي لتتضامن وهي قعيدة كرسي متحرك. أما الفتيات اللاتي ينتظر الجميع منهم أن تظهر كل منهن كما يظهر الصبايا في مثل أعمارهم، لسن كذلك اليوم لا المحجبة ولا التي لا ترتدي غطاء الرأس ولا المنتقبة، إنه ليس حفلا راقصا على الشاطئ، إنه جمع غاضب على أبواب المحكمة، حتى التي تكشف رأسها والتي يود البعض أن يظن أنها الأكثر تحررا فهي تعلم أن لكل مقام مقال، فلم ترتدي أي منهن ملابسا استعراضية ولم تضع مساحيق التجميل بصورة صارخة أو ترتدي حليا فاخرة، ولو أن بعضهن يضع سلسلة صغيرة حول العنق لإظهار توجهاتهن العقائدية وماهو بالأمر المذموم بل بالعكس فقدعلقت العصفورة على ذلك بأن المشهد أعمق وأنفذ من التصوير التلفزيوني لمشاهد ثورة 19 في العديد من المسلسلات حيث يأتوا برجال الدين من المسلمين والأقباط في مقدمة المسيرات للتعبير عن الوحدة الوطنية وتكاتف فئات الشعب أو كما يفعل الكثير في أفلام هوليود وتصوير الأسود بجوار الأبيض، فقالت لعصفورها "ما أمتع ما تعرضه علينا أرض الواقع".

وقال لها العصفور: "ما أمتع نظامهم وحركاتهم الموحدة فصفوف الجنس الناعم لا تتخير عن الذكور فكل منهم ومنهن كأنه نصب شامخ أصله في الأرض وصوته يعانق عنان السماء، لا يضنيهم الحر ولا يزعزهم المحاولات الفاشلة من شباب اليسار أو شباب الداخلية كما علمت من أحدهم وكأنهم ببساطة غير متواجدين معهم في نفس المكان. انظري إليه هل تفرقي بين أحد منهم وهم يهتفون معا تحية لأم الشهيد ويرفعون أيديهم معا بعلامات النصر، هل تفرقي بينهم وهم يصدرون أصوات التصفيق والهتاف عاليا ضد الضابط القاتل "باطل باطل قاتل قاتل". كأنهم أعضاء فرقة موسيقية يتواصلون معا كما لو كان يحركهم قائد أو مايسترو ولكنه خفي لا نراه. وهؤلاء المارة الذين يقفون لينضموا إلى الجمع المتضامن أو المتفرجين الذين يمتدون إلى أبعد من مرمى البصر هم جمهور هذه المقطوعة عذبة الألحان"

مع خروج أم البطل والشهيد ورمز الإنسانية والتغيير والثورة والغضب ضد عنف أفراد الشرطة هذه الأيام في مصر كانت المحاكمة قد رفعت وحياها المتضامنون بهتافات أبكت العصفورة وأثرت في العصفور الذي ترغرغت عينيه بالدموع "ماتبكيش ياأم الشهيد.... كلنا خالد سعيد ... خالد حي ... خالد حي". ثم رأى العصفوران بعض من جمع المتضامنين يطلب من الضباط إخراجهم من الكوردون وسألهم أحدهم "إلى أين؟" فأجابوا "إلى معايشنا فلقد أدينا مهمة اليوم"، وأمر الضابط بفتح الطريق ومرت المجموعة بسلام ثم دعى الباقي للمرور، فأجابهم أحدهم "نحن لم نتهي بعد" واعتلا كتف أحد زملائه وهتف لثوان لحق الضحية ثم قاد الهتاف والهاتفين إلى ماوراء خالد والتعذيب. "قال عاملين علينا أسود وبتنضربوا ع الحدود" وكما يرى البعض أن العساكر قليلي الحيلة فقد هتفوا لأجلهم أو كذلك يظن السامع "العسكري مظلوم في الجيش ياكل عدس ويلبس خيش ...إيه أخرتها مع الضباط دول حرمنكو من الأجازات...." ورددت خلفهم الفتيات وأبرزهم فتاة ذات صوت رخيم يفيض من القلب إلى القلب ضحك العصفوران من الهتافات الذكية للمتظاهرين وهما يتابعان الهتافات التي أتى بها رجل مسن القالب شاب القلب مثل "وزارة الداخلية هي الراعي الرسمي لتجارة المخدرات" و"عيشوا بشرف ..جتكوا القرف"، ثم تصاعد الهتاف إلى الهتاف السياسي من العيار الثقيل "أحلف بسماها وبترابه الحزب الوطني مولعها" "يسقط يسقط حسني مبارك"، ولا يمكن للأمن أن يقف مكتوف الأيدي وسط هذه الهتافات بدأ الضغط والتشاحن مع المتظاهرين ودفعهم بقوة حتى ينفض الجمع، فهم يرون أنهم قد تنازلوا في البداية وتركوهم ليهتفوا كمتضامنين مع قضية خالد- وكأن العصمة بأيدي أفراد الأمن- ولكن لن يسكتوا عن هتاف المتظاهرين ضد السلطة وإلا فالويل لهم . ومع الضغط لم يتمالك بعض المتظاهرين أعصابهم وبدأوا دفعهم بقوة ويردوا على الكلمة بالكلمات حتى انفض الاشتباك بأعجوبة تاركا فتيات باكيات وشباب به بعض الرضوض والكدمات.

خلال ساعة أو أكثر بدأ المكان ينفض ليعود للزحام المعتاد لهذا المكان وبعد العصر حين كان ينبغى على العصفورين الرجوع إلى السرب بعد الانتهاء من البحث عن الطعام، لم يجد العصفوران أي من أفراد السرب حولهما ولكنهما وجدا مجموعات متفرقة من العصافير الأخرى بعضها على أسوار أو شجيرات بعيدة يبدو إنها فقدت سربها وبدأت البحث عن الطعام متأخرا لأنها مثلها مثل عصفورينا كانت تتابع ما شهدته منطقة مجمع المحاكم صباح اليوم وحتى الظهيرة.

نظرت العصفورة بقلق إلى عصفورها بعد ما أيقنت أن سربهما قد رحل وزاد من قلقها الرياح العاتية التي بدأت في الهبوب وكأنها كانت تحمل أسفار هتافات الصباح لتحملها وتصعد بها إلى السماء.

العصفور: "إن الرياح مسيرة ولكننا لدينا وجهة ومسكن وفراخ تنتظرنا... هل تعتقدي إننا أخطأنا بحق أنفسنا عندما لم نملأ بطوننا بالطعام لنتابع هذا الحدث الجلل؟"

العصفورة: "بل بالعكس إني أشعر إني خمصى البطن على الرغم من أنني لم آكل مثل كل يوم"

العصفور: "إنه الشعور بالرضا عن النفس والدرس الذي تعلمناه اليوم وسنطبقه على الفور... إن الرياح مسيرة لتهب بهذه القوة وشاء القدر أن تكون معاكسة لوجهتنا ولكننا لن نقف وقفة المتفرج.. نحن طيور قليلة الجحم وربما أضعف الطيور بنية.... ولكن الله خلقنا في هذا الشكل الإنسيابي لنخترق تيار الرياح مثل الأسماك التي يلزمها في كثير من الأحيان السباحة ضد تيار المياه"

العصفورة : "نحن الاثنان سنقاوم هذه الرياح العاتية؟؟!!!"

العصفور: " ألا ترين هذه العصافير التائهة مثلنا ؟"

العصفورة : "كيف سنصل إلى جميع العصافير فهم متفرقون على أسوار عدة وشجيرات متفرقة. ماذا لو لم يكونوا أمثالنا؟"

العصفور: "هل كان ما يجمع المتضامنين اليوم التماثل والتطابق التام؟ بالطبع لا ما جمعهم اليوم هو وقوفهم على الأرض المشتركة. أرأيتي أن الكثير منهم له توجهات أخرى ولكنهم نجحوا لمدة ساعتين أن يجتمعوا على النقطة المشتركة. ثم ذهب كل منهم لمتابعة ما يشغله ومايهمه سواء لقمة العيش أو الوقوف ضد الظلم بكل أشكاله. ولم يجبروا المتضامنين أن يصبحوا جميعا متظاهرين ولم يستغلوا كثرتهم لتسخيرهم للهتاف بلغتهم فقد احترموا جيدا النقاط المشتركة والتفاوت بينهم". "اتعتقدي أننا لم نرى ذلك اتظني أن باقي العصافير والمارة المتفرجين لم يستوعبوا درسا اليوم؟ تعالي معي"

حلق العصفور في وسط السماء ومن وراءه زوجته وفهم حركته باقي العصافير واصطف الجميع على شكل انسيابي في وسط السماء ... إنه شكل النسر الذي يتوسط علم مصر رمز القوة وطار النسر الكبير مقاوما اتجاه الرياح وكلما اشتدت الريح غرد العصافير كما كان يغرد المتضامنون في الصباح ليربطوا على قلوب المتضامنين أثناء محاولة شباب اليسار التعتيم على الوقفة التضامنية "وحد صفك.. كتفي في كتفك ..حركة وطنية واحدة"؛

----------------

يامن أقصيت من سربك ولم تجد قوت اليوم ... سيكفيك الكافي وخامص البطن عما قريب سيصبح ثقيلا لا يقوى على الطير وسيسقط هاويا من من عليته.

يا من تقف على السور السفلي أو تنظر من نافذة عالية أو تأتي من جهة اليمين أو تتجه نحو الشرق، هناك حتما نقطة نلتقي عندها على الدرب .... نراكم على خير على الأرض المشتركة